كان الصّباحُ يرشُّ أردية المزارعِ
بالندى والأغنياتِ
وكنتُ جذلى
أستعيرُ من المياه صفاءَها
ومن البنفسج عطرَهُ
ومن الوجوهِ المتعباتِ
شقاءَها
ودخلْتُ حقلك مع مواويل
السنابلِ والأقاحْ
كانت فراشاتٌ تحطّ على الأزاهر لحظة
وتطيرُ أخرى كي تحطّ على دمي
وجعٌ خطاك محببٌ
وعصيةٌ ألوانُ حزنك
يوم تحترق البيادرُ والحقولْ
كم مرةٍ أسلمت وجهك للحنان وللشموخْ
كم مرّةٍ أرسلت موالاً.. وصغتَ قصيدةْ
هطلتْ على فرح السواقي والضفافْ
كم مرّةٍ أشرعت صدرَك للنصول
في الصّدر أحلامٌ ملونةٌ
وفي الكفين (مجرفةٌ)...
وتلكَ الفأسُ تضحكُ بانتظاركَ
إذ تجيءُ مبسملاً..
ومصّبحاً بالخير لألاءَ السنابل والثمارْ
ياأيها المولودُ من ألقِ المساكبِ والنهارْ
أنت المكبْلُ باقترافِ الحبّ
للأشجارِ والقمرِ المسافر في ليالي الصّيفِ
يركضُ نحو صدركَ أو يسافرُ
في مدى عينيك.. أمنيةً
توشّحُها مساءاتُ البيادرِ
بالغمارْ
وجعٌ خطاك محببٌ
تخضّرُّ تحتَ خطاك أعشابُ الكرومِ المترعاتِ
بما لديك من التوهّجِ والحنينْ
ياأيّها الإنسان..
أنت الساعدُ الحاني على وجعِ البلادْ
فابدأ نشيدك
من نهوضِ الأرضِ تمطرها السماءُ بغيمةٍ ورديةٍ
فتغلَّ مثل حمامة بريّة
في صدركَ الموسُومِ بالحبّ المقدّسِ
بالمواويل التي
تنْثالُ من شفتيكَ
إذا يأتي الحصادْ
أنت الربيعُ على تخومِ ترابنا
ودمائنا
أنت البذارُ... وأنت ميلادُ السنابلِ
والحصادْ